واجه العالم في عام 2020 جائحة جعلت العالم يقف مكتوف الأيدي في مواجهتها لا نعلم مصدرها ولا طرق عالجها ولا نعلم كيفية الوقاية منها، حتى بدأ الوسط العلمي والطبي في التحرك واستكشاف الأمر وبعد مرور عامين على الجائحة تم الإجابة على الكثير من التساؤلات ولكن الكثير ايضا لم يعرف بعد. وفي رحلة اليوم سنكتشف سويا كل هذه الأبعاد وأكثر.
هل يتسبب التغير المناخي في ظهور الأوبئة والفيروسات ؟
أكدت دراسة حديثة أن تغير المناخ وتغيراته الطبيعية والغير طبيعية تؤثر بشكل مباشر على انتشار الأمراض المنقولة للإنسان وإلى أماكن أخرى لم ظهر المرض فيها من قبل، مما يزيد من قلقنا من تغيرات المناخ التي نشهدها في السنين الاخيرة. أثبت فريق من الباحثين بجامعة هاواي إلى أن 58% من الأمراض المعدية قد تتفاقم بسبب تغير المناخ وذلك بسبب ارتفاع أو انخفاض الحرارة وظواهر الطقس المتطرفة المختلفة مثل الجفاف والفيضانات أو موجات الحرارة الشديدة، وأن هناك ارتباطا وثيقا بين تزايد انتشار مسببات الأمراض وبين التغير المناخي.
ونقلا عن دراسة نشرت بمجلة “Nature Climate Change” إلى قائمة تضم 375 مرضًا منتشراً في جميع أنحاء العالم، تسببها مسببات الأمراض المختلفة مثل الفيروسات والبكتيريا، وكذلك حبوب اللقاح أو الفطريات، بحسب ما نشرت وكالة الأنباء الألمانية. توصل الباحثون خلال الدراسة على أن أكثر من 1000 مسار مرتبط بتغير المناخ ينتهي كل منها بالإصابة بالمرض، وفي كل واحد من هذه المسارات وُجد أحد مسببات الأمراض التي تعزز نشاطها بشدة تغير المناخ.
وما هي المسارات التي قام بدراستها العلماء؟
الأمطار الغزيرة والفيضانات احترار المحيطات موجات الحر والجفاف الذي يجلب الخفافيش التي تحمل العدوى الفيروسية، إضافة إلى البعوض والفئران والحيوانات الحاملة للأمراض، بحسب ما نشرت وكالة اسوشيتدبرس.
بعض الأمثلة:
1. الحرارة المرتفعة بانتشار 160 مرضًا
2. الفيضانات بانتشار نحو 121 مرضاً
3. يمكن أن يؤدي الطقس المتطرف، عن طريق الإجهاد أو سوء التغذية، إلى إضعاف جهاز المناعة البشري وزيادة التعرض للعدوى
كيف استفادت كوريا الجنوبية من التقدم التكنولوجي في احتواء وباء كورونا؟
جاءت جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في خلال فترة التقدم العلمي الهائل، التي عكست بشكل كبير اعتماد المؤسسات والأفراد على التطور التكنلوجي.
اعتمدت دول كثيرة على تطبيقات الهواتف الذكية حتى تواكب تحرك المصابين بفيروس كورونا، أو من قاموا بمخالطتهم واصبحوا معرضين بدورهم للإصابة وكان من أبرز الأمثلة النموذج الكوري.
كانت كوريا الجنوبية إحدى أنجح البلدان في الاستعانة بالتكنولوجيا لأجل السيطرة على الوباء، و الجدير بالذكر أن هذه الدولة الآسيوية سجلت ثاني أعلى عدد من الإصابات بالفيروس على المستوى العالمي، بعد الصين، في أواسط فبراير الماضي، ثم استقر عدد الحالات المؤكدة على نحو ملحوظ
واعتمدت كوريا الجنوبية في خطتها على الهواتف الذكية من أجل رصد المخالطين، سواءً من خلال تتبع الأماكن التي يرتادها المصابون بمواقع التحديد الجغرافي “GBS”، أو عبر رصد عمليات الشراء التي قاموا بها من البطاقات، أو مراجعة الكاميرات الذكية.
واستطاع البلد الآسيوي أن يحصر عدد المخالطين، بشكل فائق السرعة، وهو ما أتاح الوصول إلى المصابين المحتملين، بشكل ناجع كي لا ينقلوا الفيروس إلى غيرهم، فيما جرى تكثيف الفحوص بشكل كبير، لاسيما من خلال الاختبار في السيارات، في غضون دقائق قليلة.
وبتلك الخطة الاستراتيجية تمكنت البلاد من التحكم في منحنى الوباء، رغم عدم فرض أي حالة إغلاق شامل في البلاد، مقارنة بدول أخرى تحملت خسائر فادحة من جراء تطويق حركة الأفراد، بينما عزلت كوريا الجنوبية المصابين والمخالطين، بشكل فعال، وأتاحت لمن هم في مأمن أن يواصلوا حياتهم قدر الإمكان، رغم الإلزام بعدد من الإرشادات الصحية كالتباعد الاجتماعي.
وبما أن حكومات كثيرة في العالم، فرضت إجراءات التباعد الاجتماعي لأجل كبح انتشار الفيروس، أتاحت التكنولوجيا لمجموعة من القطاعات أن تواصل عملها عن بعد، حتى يظل الموظفون في مأمن من “خطر الإصابة”.
ومن ثمار التطور التكنولوجي في القطاع الطبى أن التكنولوجيا نجحت في تخفيف الضغط على موظفي القطاع الصحي، فضلا عن المساهمة في جمع البيانات وتطوير اللقاحات.
بالإضافة إلى أخذ الاستشارات عن بعد للحالات غير الحرجة، حتى تركز المستشفيات على الحالات التي تحتاج إلى العناية الفائقة، وهو أمر لم يكن متاحا في أزمنة مضت.